إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
محاضرة في السعيرة
5388 مشاهدة print word pdf
line-top
الحث على التعلم

.. وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لا شك أن واجبنا وواجب كل مسلم عظيم الواجبات التي تجب علينا، والتي كلفنا بأن نعمل بها ونطبقها واجبات كبيرة.
فمن عمل بهذه الواجبات آجره الله تعالى وأثابه، ومن تكاسل وتثاقل فإنه حري أن يعاقب وأن يناله العذاب الأليم -والعياذ بالله-.
فنقول: إن الله تعالى أخرج الإنسان إلى هذه الدار إلى هذه الدنيا وهو جاهل، ولكن أمره بأن يتعلم وبعد التعلم أن يعمل ويطبق، فصار عليه واجبات كبيرة، فمنها التعلم الذي أمر الله به قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي: لتتعلموا، فأعطانا السمع والبصر والفؤاد، وأمرنا بأن نزيل الجهل الذي نحن عليه حين خرجنا من بطون أمهاتنا، فالسمع نستمع به النصائح والعلوم, والقلب العقل والفؤاد نفقه به ونفهم ما يقال وما حولنا، والبصر نقرأ به ونكتب، وكلها مما يستعان به على نيل العلم وعلى التفقه في الدين، فكان من واجبنا أن نتعلم ما ينفعنا، نتعلم ما ينفعنا في الدين وما ينفعنا في الدنيا، ولكن نهتم بأمر الدين الذي هو حق الله تعالى علينا.

line-bottom